امین عام اوبک: انخفاض اسعار النفط سببه المضاربین

asdasd
معرف الأخبار : ۲۶۴۵۸۳

صرح الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط(اوبك) عبد الله البدري ان عاملي العرض والطلب لا يبرران هذا الانهيار في اسعار النفط، مشيرا الى دور كبير محتمل " للمضاربة " في هذا الوضع.

وقال البدری للصحافیین على هامش مشارکته فی " المنتدى الاستراتیجی العربی " فی دبی، " نرید ان نعرف ما هی الاسباب الرئیسة التی ادت الى هذا الانخفاض فی اسعار النفط "؟.

واضاف: " عندما نرى العرض والطلب هناک زیادة ولکن بسیطة ولا تؤدی الى هذا الانخفاض الذی بلغ ۵۰ بالمئة " منذ حزیران / یونیو الماضی. وتابع " اذا استمر هذا اعتقد ان المضاربة دخلت بقوة فی تخفیض الاسعار ".

وشدد البدری على ان منظمة اوبک ما زالت تحافظ على سقف الانتاج نفسه منذ عشر سنوات، وهو بحدود ۳۰ ملیون برمیل یومیا، فیما المنتجین من خارج المنظمة اضافوا حوالى ستة ملایین برمیل یومیا الى المعروض.

کما ذکر ان النفط الصخری الذی ارتفعت معدلات انتاجه بقوة فی السنوات الاخیرة فی الولایات المتحدة وکندا والذی یقدر حجمه بثلاثة ملیون برمیل یومیا، " له تاثیر " على السوق، ولکن کلفة انتاجه عالیة تصل الى ۷۰ دولار للبرمیل.

وکانت اوبک اتخذت قرارا خلال اجتماعها فی تشرین الثانی / نوفمبر الماضی بالابقاء على سقف انتاجها دون تغییر بالرغم من التراجع الکبیر فی الاسعار، ما اسفر عن مزید من التراجع.

وترافق انهیار اسعار الخام الى ما دون مستوى ۶۰ دولارا، وهو المستوى الادنى منذ اکثر من خمس سنوات، مع تراجعات قویة فی اسواق الاسهم فی دول الخلیج الفارسی.

وتراجعت جمیع مؤشرات الاسواق المالیة الاحد فی الخلیج الفارسی، بما فی ذلک السوق السعودیة الاکبر فی العالم العربی.

واغلق مؤشر دبی الاحد على تراجع ب ۷.۶%، وقد خسرت السوق کل ارباحها لهذه السنة، والتی بلغت فی وقت سابق ۶۰ مقارنة بمستوى اغلاق العام الماضی.

وتنتمی السعودیة والامارات والکویت وقطر الى اوبک، ویشکل انتاجها حوالى نصف انتاج المنظمة، الا انها تمثل حوالى ثلثی صادرات المجموعة بحسب ارقام وکالات دولیة.

وذکر محللون ان تمسک السعودیة وهی اکبر مصدر للنفط فی العالم، مع باقی دول الخلیج الفارسی فی الابقاء على مستویات الانتاج، سببه الضغط على منتجی النفط الصخری والحفاظ على حصتها من سوق الطاقة.

وشدد البدری على اعتقاده أن على دول الخلیج الفارسی مواصلة الاستثمار فی أنشطة التنقیب والإنتاج رغم نزول الأسعار لأقل مستوى فی ۵ أعوام وذلک لتفادی زیادة حادة للأسعار فی المستقبل، مؤکدا أن منظمة أوبک لا تستهدف سعرا محددا للنفط، مؤکدا فی الوقت ذاته اعتقاده أن الولایات المتحدة ستواصل اعتمادها على نفط الشرق الأوسط لسنوات طویلة.

وخلال مشارکته فی الجلسة الثانیة فی المنتدى الاستراتیجی حول الوضع الاقتصادی فی المنطقة قال البدری: " إن الصورة مختلفة على الصعید الاقتصادی فی المشهد العربی، فهناک ۳ مشاهد على المستوى الإقلیمی من جهة الدول التی تعانی من صراعات مثل سوریا والعراق على سبیل المثال، والتی تؤثر على وضع دول مجاورة مثل لبنان والأردن تحت ضغوط اقتصادیة تحد من عملیة التنمیة، وبلدان ما یُعرف بالربیع العربی کمصر وتونس، والتی نتج عنها ضغوط اقتصادیة کبیرة أثرت بشکل سلبی على النمو، وأخیرا دول الخلیج(الفارسی)، والتی توقعت المصادر الدولیة أن تسجل نسب نمو تقدر بنحو ۴.۵ فی المائة، ولکن تلک التوقعات کانت قبل أن تنخفض أسعار النفط ".

وأضاف: " اجتمعت منظمة أوبک فی ۲۷ نوفمبر(تشرین الثانی) للتباحثفی ظل انخفاض الأسعار الذی طرأ على السوق العالمی، حیثقدمت المنظمة تقریرها السنوی إلى الدول الأعضاء لتسلیط الضوء على الوضع العالمی ومنظومة العرض والطلب والنظرة المستقبلیة للعام المقبل ۲۰۱۵، وقد اطلع على هذا التقریر جمیع وزراء الدول الأعضاء، ولأن أساسیات السوق لم تکن واضحة المعالم فلم یکن معروفا إذا کان إنتاج ملیون برمیل فقط سیرفع الأسعار أو ملیون ونصف أو ملیونین، وفی النهایة تم الاتفاق على ضرورة الإبقاء على سقف الإنتاج الراهن، وتمت موافقة الوزراء بالإجماع على هذا القرار ".

وأکد أن الانخفاض الراهن لا یعد خطیرا جدا وقال: " لا یمثل هذا الانخفاض خطورة على الدول التی تمتلک تنوعا اقتصادیا، لقد بیع برمیل النفط فی مرحلة ما من القرن الماضی بأسعار ۱۲ و۱۴ دولارا للبرمیل ولکن ومع هذا لم تنهار الاقتصادات المعتمدة على النفط، وتالیا فإن الانخفاض الراهن مثل حلقة نقاش موسعة للاستفادة المعرفیة من مجریات الأوضاع الاقتصادیة الإقلیمیة والعالمیة، وأعتقد أن هذا الانخفاض لن یؤثر على الاقتصادات الخلیجیة على الأقل لسنتین أو ۳ سنوات نتیجة للفائض الکبیر فی الموازنة العامة، وما یجری الیوم یجب أن یکون آخر جرس إنذار لبلادنا، وأن على دولنا الاستفادة القصوى من منظومة التنوع الاقتصادی، ولتمکین مختلف القطاعات الأخرى غیر النفطیة والارتقاء بها ".

وأکد البدری أن الاعتماد على صناعة النفط ما زال قائما حتى مع تنوع مصادر الدخل القائمة فی الکثیر من البلدان الأعضاء فی أوبک، وأشار بعدم قدرة النفط الصخری على منافسة النفط الأحفوری، مشیرا إلى وجود دیون کبیرة على الشرکات الأمیرکیة المنتجة للنفط الصخری، ومنوها بأن الکثیر من الشرکات العاملة فی القطاع من الحجم المتوسط.

وجدد التأکید على أن دورة أسعار النفط تمر الیوم بمرحلة انخفاض، متوقعا لها أن ترتفع مرة أخرى، ومشیرا إلى أن أوبک تنظر إلى ما بعد العام ۲۰۲۵، والمتوقع أن تکون مطالبة بإنتاج أکثر من ۵۰ ملیون برمیل یومیا.

تعليقات