أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم..

الامام الخمینی(قدس) أقام دولة الإسلام بما یشبه المعجزة

asdasd
معرف الأخبار : ۲۶۴۲۷۵

ألقى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة السبت في مجمع المجتبى(عليه السلام) في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في إيران قال فيها ان الامام الخميني(قدس سره) أقام دولة الإسلام المباركة بين الشرق والغرب فيما يشبه المعجزة.

وقال الشیخ نعیم قاسم فی کلمته التی وصلت موقع العالم نسخة منها، ان ایران أعطت لبنان ومقاومته ولم تأخذ شیئا، وقد ربحت ایران نجاح ما تؤمن به، أما نحن فربحنا التحریر والکرامة فی المیدان وحققنا أهدافنا.

والیکم النص الکامل لکلمة الشیخ قاسم:

الحمد لله الذی أنعم علینا بانتصارالثورة الإسلامیة المبارکة فی إیران فی سنة ۱۹۷۹ بقیادة الإمام المجدد الخمینی(قدس سره)، هذا الإمام الذی حمل الإسلام بثقة وصدق، واستطاع أن یحیی هذا الدین بأفضل حلةٍ فی منافسة عظیمة لکل الأفکار البالیة، وأقام دولة الإسلام المبارکة بین الشرق والغرب فیما یشبه المعجزة، إذ کیف یمکن لدولة إسلامیة أن تقوم والعالم تتقاسمه أمریکا والاتحاد السوفیاتی؟! وتقول هذه الدولة بلسان قائدها الإمام الخمینی(قدس سره) بأنها لا شرقیة ولا غربیة إنما دولة إسلامیة تعیدنا إلى زمن النبی محمد(صلى الله علیه وآله)، وترسخ تعالیم الدین بکل أصالة.

هذه الثورة الإسلامیة فی إیران أثَّرت فی إقامة الصحوة الإسلامیة وفی تحریک شعوب المنطقة وفی إعادة النظر فی الفهم الإسلامی الأصیل، هذه الثورة الإسلامیة علمتنا الکثیر واستفدنا من تجربتها واستطعنا أن نخطو خطوات عزة إلى الأمام ببرکتها، وهنیئًا للشعب الإیرانی وهنیئًا لکل شعوب العالم بانتصار هذه الثورة المبارکة بقیادة الإمام الخمینی(قدس سره) ومن بعده الإمام الولی المجدد الخامنئی(حفظه الله ورعاه).

نحن لا ننظر إلى إیران نظرة عصبیة ولا مذهبیة ولا طائفیة وإنما ننظر إلیها کنموذج فکری وعلمی وسیاسی استطاع أن یحقق الکثیر الکثیر مما تحتاجه أمتنا على طریق حریتها وکرامتها، إیران نموذج لبناء القوة المستقلة والقرار الحر، وقد أثبتت حضورها فی کل الساحات الإقلیمیة والدولیة، إیران نقطة ارتکازٍ للأمن القومی فی المنطقة، وکل دول المنطقة تحتاج أن تتعاون مع إیران من أجل أن تکون متماسکة وأن تحفظ حدودها وکیاناتها ومستقبل أجیالها، إیران ملهمة الشعوب وهی تشکل رصیدًا کبیرًا للمقاومة ولمشروع تحریر فلسطین، ومن خلال إیران تعلمنا أن نکون أحرارًا وأن نواجه ونجاهد ونتحمل من أجل أن نصل إلى تحقیق أهدافنا فی العزة والکرامة.

کانت إیران دائمًا فی موقع الدفاع عن نفسها، ومن یقرأ تاریخ إیران منذ سنة ۱۹۷۹ إلى الآن لا یجدها اعتدت على أی دولة وعلى أی جماعة أو تدخلت فی أی شأنٍ من الشؤون التی تخرج عن دائرتها ومصالحها، بینما الجمیع تقریبًا اعتدى على إیران، خاصة فی الحرب العراقیة الإیرانیة حیثاجتمع العالم بشرقه وغربه ضد إیران الإسلام وکانت هی فی موقع الدفاع، ومع ذلک لم تعامل الدول والقوى على أساس ما فعلوه بها، فإیران کانت دائمًا تمد یدها لتقول نحن حاضرون للتعاون وللعمل ضمن قواسم مشترکة.

أعطت إیران لبنان ومقاومته ولم تأخذ شیئًا، البعض یقول ولکن إیران تربح، ولکن إیران تتمکن أکثر بفعل ما تقدمه! أقول بکل وضوح: إیران ربحت نجاح ما تؤمن به، أما نحن فربحنا التحریر والکرامة فی المیدان وحققنا أهدافنا. إیران لم تأخذ منّا ونحن أخذنا منها کل شیء، إیران لم تحقق أهدافها وإنما حققنا أهدافنا فاستفادت لأن أهدافها منسجمة مع أهدافنا، والیوم من یقوم بمراجعة یرى أننا عندما طردنا إسرائیل من لبنان سنة ۲۰۰۰ وانتصرنا علیها سنة ۲۰۰۶، وکسرنا عنفوانها وجبروتها سنة ۲۰۱۵ إنما قدّمنا نموذجًا ذاتیًا دعمته إیران وکل من آمن بالمشروع المقاوم ولکن النتائج العظیمة والإیجابیة هی نتائج لنا للبنان ولفلسطین ولمنطقتنا وشعوبنا وإیران فرحة لأننا حققنا أهدافنا المشروعة التی نریدها وأردناها، واستطعنا من خلال مقاومتنا أن ننجزها وأن نکسر مجددًا مشروع الشرق الأوسط الجدید الذی أراد أن یغیر معالم المنطقة ومن ضمنها ضرب مقاومتنا فی لبنان.

هناک ثلاثقضایا عملت علیها إیران ومن مصلحتنا أن نعمل علیها، ونعلن للملأ بأننا متمسکون بهذه القضایا:

القضیة الأولى: عدم التبعیة للغرب أو الشرق.

القضیة الثانیة: السعی لتحریرفلسطین.

القضیة الثالثة: الوحدة الإسلامیة.

ونحن نرید عدم التبعیة وسنعمل لها وسنضحی من أجلها، ونؤمن بتحریر الأرض المحتلة ومشروع المقاومة، وسنعمل بشکل دائم للوحدة الإسلامیة والوطنیة من أجل أن نحقق أهدافنا.

نحن ندعو إلى تطویر العلاقات الإیرانیة السعودیة، لأن مصلحة کل دول المنطقة وشعوبها فی التعاون والتفاهم، ومن کان یعتبر أن إیران تشکل خطرًا علیه فلیراجع ما حصل خلال ۳۶ سنة یجد أن إیران کانت دائمًا مع قضایانا الوطنیة والقومیة والإنسانیة، ولم تکن یومًا ضد أی شعب فی هذه المنطقة ولم تکن إلاَّ فی الموقع المتقدم لخدمة الناس.

نحن نفتخر بعلاقتنا بالجمهوریة الإسلامیة، وبارتباطنا بقائدها وولی أمرنا الإمام الخامنئی(حفظه الله تعالى ورعاه)، وهو ارتباطٌ دینی فکریٌ أخلاقی فیه کل المصالح التی یحققها لنا ولبلدنا، وما نقوم به من أعمال سواء فی الحالة الجهادیة أو فی إعطاء النموذج الأخلاقی والسلوک العملی فی التعاطی مع الآخرین، أو فی السعی إلى القضایا المشروعة کلها من برکات وتوجیهات الولی المجدد الذی أرسى تعالیم فی المنطقة ستکون هی السائدة إن شاء الله تعالى.

ثقوا أن النصر لهذا الاتجاه الأصیل ولو بعد حین، ولیس على مستىوى إیران فقط وإنما على مستوى المنطقة بأسرها، الیوم کل المنطقة تعیش فی حالة من الضیاع والإرباک وحسم الخیارات ولکن من حمل خیارًا مواکبًا للجمهوریة الإسلامیة فی إیران یجد طریقه بسهولة وسینجح إن شاء الله تعالى.

مبارک لکم انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران، وکل الدعاء للمجاهدین والشهداء الذین قدموا فی هذه المسیرة من أجل أن ترتفع وترتقی، وکل التحیة للإمام العظیم الإمام الخمینی(قدس سره) الذی حقَّق حلم الأنبیاء وأعادنا إلى قدوة وزمن محمد(ص) وآل محمد(ع).

تعليقات