قائذ الثورة الإسلامية:

مذابح المسلمین فی سوریا جریمة بدأتها امیرکا الحکومات التابعة لها

asdasd
معرف الأخبار : ۲۶۸۳۵۵

أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، ان اميركا والصهيونية تحاولان ايقاع الفتنة بين المذاهب الاسلامية وتحيكان المؤامرات للتخويف من الشيعة او من السنة ليحولوا بذلك دون وحدة الامة الاسلامية، معتبرا الحرب الداخلية في سوريا ومذابح الشباب المسلم بيد بعضهم جريمة بدأت على يد اميركا والصهيونية والحكومات التابعة لهما ولايزالون ينفخون في نيرانها.

وقال آیة الله الخامنئی فی ندائه السنوی الى حجاج بیت الله الحرام والذی تلی الیوم الخمیس فی صعید عرفات خلال مراسم البراءة من المشرکین، ان امیرکا والصهیونیة وبمساعدة عملائهما فی المنطقة یخلقون الازمات فی سوریا لصرف اذهان الشعوب عن القضایا المهمة فی بلدانهم وعن الاخطار المحدقة بهم، واکد ان الانتقام من الحکومة السوریة یاتی بسبب وقوفها على مدى ثلاثة عقود بوجه الصهاینة الغاصبین ودفاعها عن فصائل المقاومة فی فلسطین ولبنان، مشددا على وقوف ایران الى جانب الشعب السوری وحکومته.
وأضاف آیة الله الخامنئی، ان الاعدء وبمساعدة عملائهم فی المنطقة یخلقون الازمات فی سوریا ویوجهوا الانظار نحو الحوادثالدمویة التی اوجدوها عمدا بانفسهم، مؤکدا بان الحرب الداخلیة فی سوریا ومذابح الشباب المسلم بید بعضهم جریمة بدات على ید امیرکا والصهیونیة والحکومات التابعة لهما ولایزالون ینفخون فی نیرانها.
وقال قائد الثورة الإسلامیة فی ایران: نحن نساند الشعب السوری ونعارض ای تحرک وتدخل اجنبی فی هذا البلد، مضیفا ان ای اصلاح فی سوریا یجب ان یتحقق على ید شعبها دون غیره وبآلیات وطنیة بحتة.
وفیما یلی نص نداء آیة الله الخامنئی الى حجاج بیت الله الحرام لعام ۱۴۳۳ ه. ق:

بسم الله الرحمن الرحیم
«الحمد لله رب العالمین، وصلوات الله وسلامه على الرسول الأعظم الأمین وعلى آله المطهرین المنتجبین وصحبه المیامین.»

حلّ موسم الحج طافحاً بالرحمة والبرکة. وجَعَل الفیض الإلهی ثانیة فی متناول السعداء الذین حظوا بشرف الحضور فی هذا المیعاد المنیر. الزمان والمکان هنا یدعوانکم أیها الحجیج فرداً فرداً للرقیّ المعنوی والمادّی. المسلمون رجالاً ونساءً یلبّون هنا بقلوبهم وألسنتهم دعوة ربّ العالمین إلى الصلاح والفلاح. وکلّهم هنا یجدون فرصة ممارسة الأخوّة والمساواة والتقوى. هنا مدرسة التربیة والتعلیم، ومعرض وحدة الأمة الإسلامیة وعظمتها وتنوّعها، وساحة مقارعة الشیطان والطاغوت.
هذا المکان جعله الله الحکیم والقدیر مقرًّا یشهد المؤمنون فیه منافعهم، وحین نفتح عین العقل والاعتبار، فإن هذا الوعد السماوی یستوعب أبعاد حیاتنا الفردیة والاجتماعیة کلّها. خصوصیة شعائر الحج تتمثل فی مزجها بین الدنیا والآخرة، ودمجها بین الفرد والمجتمع.
الکعبة المجلّلة بالبساطة والعظمة، وطواف الأجسام والقلوب حول محور راسخ وأبدی، والسعی المستمر والمنظّم بین مبدأ ومنتهى، والنفیر العام إلى عرصات قیامة عرفات والمشعر، وما یضفی ذلک المحشر العظیم من صفاء وطراوة على القلوب، والهجوم العام لمواجهة رموز الشیطان، ثم الحرکة الجماعیة الموحّدة، من کل مکان، ومن کل لون، وکل شکل فی تلک المناسک الملیئة بالرموز والأسرار، والطافحة بالمعانی ومؤشرات الهدایة.. کل تلک خصائص تنفرد بها هذه الفریضة المفعمة بالمفاهیم والمضامین.
مثل هذه المراسم هی التی تربط القلوب بذکر الله، وتنیر خلوة قلب الإنسان بنور التقوى والإیمان، وتنزع الفرد من حصار ذاتیته وتذیبه فی الجموع المتنوعة للأمة الإسلامیة. وهی أیضًا تلبسه لباس التقوى الذی یحفظ الأرواح من السهام السامة للذنوب، وتثیر فیه کذلک روح مهاجمة الشیاطین والطواغیت. نعم، فی هذا المکان یرى الحاج بأم عینیه نموذجًا من الساحة الواسعة للأمة الإسلامیة، ویتفهم مالها من طاقات وإمکانات، ویعقد الأمل عندها على المستقبل، ویشعر بالاستعداد للنهوض بدور فاعل، وکذلک لو ناله توفیق الله وعونه یجدّد البیعة مع النبی العظیم، ویعقد میثاقًا مستحکمًا مع الإسلام العزیز، ویخلق فی داخله عزمًا راسخًا لإصلاح نفسه وأمته وإعلاء کلمة الإسلام الحبیب.
هاتان الفریضتان: أی إصلاح النفس وإصلاح الأمة دائمتان لا یعتریهما تعطیل، والسبیل إلیهما لا یصعب على أهل التدبر والتأمل، بإمعانهم النظر فی الواجبات الدینیة، وبالاستعانة بالتعقّل والبصیرة.
إصلاح النفس یبدأ من مقارعة الأهواء الشیطانیة، والسعی لاجتناب الذنوب. وإصلاح الأمّة یتمّ بمعرفة العدوّ ومخططاته، والجهاد لإبطال مفعول ضرباته ومکائده وأعماله العدوانیة، ومن ثمّ بتلاحم القلوب والأیدی والألسن لکل المسلمین والشعوب الإسلامیة.
فی هذه الفترة الزمنیة، واحدة من أهم مسائل العالم الإسلامی ذات الصلة بمصیر الأمة الإسلامیة هی الحوادثالثوریة فی شمال أفریقیا والمنطقة التی أدت إلى الإطاحة بعدد من الأنظمة الفاسدة المطیعة لأمریکا والمتواطئة مع الصهیونیة، وزلزلت ما یماثلها من أنظمة أخرى.
ولو فوّت المسلمون هذه الفرصة العظیمة على أنفسهم ولم یستثمروها فی إصلاح الأمة الإسلامیة فإنهم سینالون الخسران المبین. إن جمیع مساعی الاستکبار المعتدی والمتآمر إنّما تبذل الیوم لحرف مسارات هذه الحرکات الإسلامیة العظیمة.
فی هذه الانتفاضات الکبرى، ثار المسلمون رجالاً ونساءًا بوجه استبداد الحکام والسیطرة الأمریکیة التی جرّت إلى إهانة الشعوب وإذلالها وإلى التحالف مع النظام الصهیونی المجرم. هؤلاء رأوا فی الإسلام وتعالیمه وشعاراته التحرریة عامل إنقاذ لهم فی هذه المواجهة بین الموت والحیاة، وأعلنوا ذلک بصوت معبّر. إنهم وضعوا مسألة الدفاع عن الشعب الفلسطینی المظلوم ومقارعة الکیان الغاصب فی رأس قائمة مطالبهم، ومدّوا ید الأخوّة إلى الشعوب المسلمة وطالبوا باتحاد الأمة الإسلامیة.
إن هذه هی القواعد الأساسیة لنهضات الشعوب فی البلدان التی رفعت خلال العامین الماضیین رایة الحریة والإصلاح، وتواجد الناس خلالها بالجسم والروح فی ساحات الثورة، هی من شأنها أن ترسّخ القواعد الأساسیة لإصلاح الأمة الإسلامیة الکبرى. الثبات على هذه المبادیء الأساسیة شرط لازم لتحقیق النصر النهائی للنهضات الشعبیة فی هذه البلدان.
إن العدوّ یستهدف زعزعة هذه القواعد الأصلیة بالذات. عملاء أمریکا والناتو والصهیونیة الفاسدون یسعون عبر استغلال بعض حالات الغفلة والسطحیة إلى دفع حرکة الشباب المسلم الهادرة إلى الانحراف، وإثارة صراع بینهم باسم الإسلام، وتبدیل الجهاد المعادی للاستعمار والصهیونیة إلى عملیات إرهابیة عمیاء هنا وهناک فی مناطق العالم الإسلامی، کی یراق دم المسلم بید المسلم، وبذلک ینجو أعداء الإسلام من مأزقهم، ویُظهروا الإسلام والمجاهدین بمظهر کریه سیّء.
إن هؤلاء بعد أن یئسوا من حذف الإسلام والشعارات الإسلامیة عمدوا إلى إیقاع الفتنة بین المذاهب الإسلامیة وإلى مؤامرات التخویف من الشیعة، أو من السنة لیحولوا دون اتحاد الأمة الإسلامیة.
هؤلاء بمساعدة عملائهم فی المنطقة یخلقون الأزمات فی سوریا کی یصرفوا أذهان الشعوب عن القضایا الهامة لبلدانهم وعن الأخطار المحدقة بهم، ویوجهوا الأنظار نحو الحوادثالدمویة التی أوجدوها عمدًا بأنفسهم.
الحرب الداخلیة فی سوریا ومذابح الشباب المسلم بید بعضهم جریمة بدأت على ید أمریکا والصهیونیة ومن یتبعهما من حکومات، ولا یزالون ینفخون فی نیرانها.
تُرى من الذی یمکنه أن یصدّق أنّ الحکومات الداعمة للدکتاتوریات السوداء فی مصر وتونس ولیبیا تدعم الیوم مطلب الشعب السوری فی الدیمقراطیة؟ قصة سوریا هی قصة الانتقام من حکومة وقفت لوحدها خلال ثلاثة عقود بوجه الصهاینة الغاصبین ودافعت عن فصائل المقاومة فی فلسطین ولبنان.
نحن نساند الشعب السوری ونعارض أی تحرک وتدخل أجنبی فی هذا البلد. أی إصلاح فی سوریا یجب أن یتحقق بید شعبها دون غیره وبآلیات وطنیة بحتة.
إنه لَخَطَر جادّ أن یعمد الطامعون الدولیون بمساعدة الحکومات الإقلیمیة المنبطحة، إلى خلق أزمة فی بلد بذریعة من الذرائع، ثم یجیزون لأنفسهم أن یرتکبوا کل جریمة فی ذلک البلد بذریعة وجود الأزمة. وإذا لم تهتم بلدان المنطقة بمعالجة هذا الخطر فلابد أن تنتظر مجیء دورها فی هذه الخدیعة الاستکباریة.
أیها الإخوة والأخوات!
موسم الحج فرصة تأمل وتعمّق فی القضایا الهامة للعالم الإسلامی. مصیر ثورات المنطقة والمحاولات الذی تبذلها القوى المهزومة أمام هذه الثورات لسَوقها نحو الانحراف هی من هذه القضایا. المخططات الخیانیة لبثّ الخلافات بین المسلمین، وخلق سوء الظن بین البلدان الناهضة والجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وقضیة فلسطین، والسعی لفرض العزلة على المناضلین وإطفاء شعلة الجهاد الفلسطینی، والدعوات المعادیة للإسلام من قِبل الحکومات الغربیة ومساندتها للمسیئین إلى المقام القدسی للنبی الأعظم صلى الله علیه وآله، والتمهید للحروب الداخلیة، وتقسیم بعض البلدان الإسلامیة، وإرعاب الحکومات والشعوب الثوریة من معارضة قوى الهیمنة الغربیة، وإشاعة الأوهام القاضیة بأن المستقبل رهین الاستسلام أمام المعتدین.. والمسائل المهمة والحیویة الأخرى من هذا القبیل هی فی عداد القضایا الهامّة التی یجب التأمل والتعمق فیها خلال فرصة الحج وفی ظلّ تآلف قلوبکم وانسجامکم أنتم یا حجاج بیت الله الحرام.
فالهدایة والنصرة الإلهیة سوف تفتح طرق الأمن والسلام أمام المؤمنین المجاهدین دون شک:) وَالَّذِینَ جَاهَدُوا فِینَا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنَا(.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
سید علی خامنئی
۵ ذی الحجة ۱۴۳۳ هجریة قمریة

تعليقات